لم يتم ايجاد الصفحة، استخدم كلمة اخرى للبحث
تشهد تونس، وبعض الدول العربية الأخرى، تدهور في الحالة الاقتصادية والاجتماعية. السبب في ذلك هو تزايد التعداد السكاني مع وجود قلة فرص العمل المتاحة للشباب. لم يقف التونسيين مكتوفي الأيدي في انتظار قيام الحكومة بتوفير فرص العمل لهم، بل يبحث الكثيرين عن فرص عمل كوسيلة لكسب الرزق. يعاني أيضًا العاملين من انخفاض الرواتب وإنها لا تناسب متطلباتهم الأساسية. يحلم جميع هؤلاء بالحصول على ثروة تساعدهم على تغيير أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. كانت المراهنات الرياضية هي الملاذ لجميع هؤلاء. أقبل الكثيرين إلى المراهنات من أجل الحصول على مصدر أساسي للرزق، بينما البعض الأخر اتخذها كمصدر رزق إضافي. من هذه المنطلق، زادت شهرة وشعبية المراهنات الرياضية بما فيها مراهنات الرياضة الإلكترونية في تونس.
من أجل رصد بعض الحقائق حول المراهنات الرياضية اون لاين في تونس قمنا بالتحدث مع بعض الأشخاص الذين يمارسون هذا النوع من المراهنات على الإنترنت. من بين الأشخاص الذين تحدثنا معهم ذلك هو حسام .م.ع. يقول حسام، البالغ من العمر 25 عامًا، أنه من أحد الاشخاص المواظبين على المراهنات الرياضية. في بداية الأمر كان هناك اعتراض من اسرته حول ذلك، لكن مع عدم توفر فرص العمل المناسبة كانت هذه أفضل الخيارات المتاحة أمامه حسب قوله. فمن خلال المراهنات الرياضية التي يشارك بها يتمكن من الحصول على المال الذي يعيش به.
أما محمد الصغير البالغ من العمر 39 عامًا، فيقول أن المراهنات الرياضية كانت مجرد هواية يحب ممارستها من وقت لأخر. بمرور الوقت اصبحت هذه المراهنات عادة يواظب عليها بشكل اسبوعي وينفق حوالي 30 دينار عليها. هدف محمد من اللجوء الى موقع مراهنات رياضية ما هو الحصول على بعض الأموال من أجل تحسين حالته المادية مع تدني الأجر الشهري الذي يحصل عليه من عمله.
يشترك هؤلاء وغيرهم الكثير في المراهنة على بعض الرياضات منها مراهنات كرة القدم. يقوم كل منهم بوضع رهان على أحد مباريات كرة القدم الأوروبية مع توقع نتيجة هذه المباراة. يكون ذلك، في الغالب، من خلال أحد أماكن المراهنات الرياضية المحلية غير المرخصة. بعد انتهاء المباراة وظهور النتيجة يحصلون على أرباحهم من مدير المكان بشكل فوري ونقدي.
تشير بعض الاحصائيات إلى انتشار المراهنات الرياضية والإلكترونية بشكل كبير في تونس. يصل عدد الأشخاص المواظبون على هذه المراهنات إلى نحو نصف مليون لاعب تونسي. يصل هؤلاء الاشخاص إلى المراهنات الرياضية إما من خلال شركات تونسية مرخصة، أو من خلال بعض أماكن الغير مرخصة التي توفر نفس النوع من المراهنات. يشترك أيضًا نحو 40 ألف لاعب تونسي في مراهنات سباقات الخيل التي توفرها شركة برومسبور. تؤكد الاحصائيات أيضًا إلى أنه هذه الأرقام تنمو بشكل متزايد مع سهولة وصول اللاعبين إلى مواقع المراهنات الرياضية اون لاين.
تقوم الحكومة التونسية بملاحقة وغلق الكثير من الأماكن التي توفر المراهنات الرياضية والإلكترونية للاعبين. هذا بزعم أنها غير مرخصة ولا تتبع الشروط والأحكام التي تقوم الحكومة بتطبيقها على هذا المجال. من ناحية اخرى، قامت الحكومة التونسية بترخيص بعض الهيئات مثل شركة برومسبور للمراهنات الرياضية والإلكترونية. تسهم هذه الشركة بتزويد الدولة ببعض الإيرادات التي تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية بسبب انتشار مواقع المراهنات الرياضية اون لاين.
تتيح هذه الشركة للاعبين من تونس المراهنة على مباريات كرة القدم اون لاين في أوروبا التي يتم إقامتها في عدد من الدوريات مثل دوري أبطال أوروبا، الدوري الإسباني، الدوري الإيطالي وغيرها. يمكن للمراهنين المراهنة على عدد 13 مباراة كرة قدم خلال كل أسبوع من مختلف الدوريات. بالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه الشركة المراهنات الرياضية على بعض الرياضات مثل سباقات الخيل التي يتم إقامتها في فرنسا بشكل يومي. يشترك في هذه مراهنات سباقات الخيل نحو ما يقرب من 40 ألف تونسي. تقوم وزارة الرياضة في تونس بالحصول على حوالي 35% من إجمالي إيرادات سباق الخيل.
عند التحدث إلى أحد أساتذة علم الاجتماع، سنيم بن عبد الله، حول ما وراء اقبال التونسيين على المراهنات الرياضية اون لاين قال أن هذا أمر طبيعي مع وجود بعض المشكلات المتعلقة بالعمل في تونس. أصبح هناك مشكلة حول محاولة الأفراد للحصول على المال بشتى الطرق. وفقاً لموقع سكاي نيوز عربية، أوضح بن عبدالله أن السبب وراء اقبال الكثيرين في تونس إلى المراهنات الإلكترونية والرياضية هو عدم ثقة هؤلاء بقدرة العمل على تغيير واقعهم الاجتماعي والمادي. فهم يعيشون فترة صعبة مع صعوبة العثور على عمل مناسب ويوفر لهم قوت عيشهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن المراهنات الرياضية اصبحت مظهرًا حضاريًا في تونس ويتظاهر البعض على مواقع التواصل الاجتماعي باشتراكهم في هذه المراهنات. يختتم بن عبد الله حديثه قائلاً أن المراهنات الرياضية قد تقود البعض إلى الإدمان مع وجود رغبة لدى الفرد في محاولة الهرب من الواقع والحصول على أرباح كبيرة وسريعة في آن واحد.
لم تعد المراهنات الرياضية أمرًا يصعب الوصول إليه. فهي متاحة في الكثير من مواقع المراهنات الرياضية على الإنترنت. يمكن لأي شخص بلغ الثامنة عشرة من عمره أن يقوم بإنشاء حساب على أحد هذه المواقع والاشتراك في المراهنات الرياضية أو الإلكترونية التي يفضلها. هذا النوع من المراهنات سهل القيام به، حيث كل ما عليك فعله هو توقع الفريق الفائز من الفرق المتنافسة. بعد إقامة المباراة ستحصل على مكافأة مالية تصل في أغلب الأحيان إلى ضعف الأموال التي قمت بالمراهنة بها. بالطبع الأمر يحتاج إلى بعض الممارسة من أجل الحصول على المهارة التي تساعدك على تعزيز فرصك في الفوز. يمكنك اكتساب هذه المهارة مع التدريب المستمر والاستفادة من الاحتمالات التي توفرها مواقع المراهنات الرياضية من ناحية وخبراتك في الرياضة المفضلة لديك.
تتيح لك مواقع المراهنات الرياضية اون لاين الاشتراك في المراهنة على الرياضة التي تفضلها سواء سباق الكلاب، سباقات السيارات، سباقات الدراجات، بطولة القتال النهائي، كرة القدم، كرة السلة، كرة التنس، السباحة وغير ذلك الكثير. تقبل هذه المواقع اللاعبين من تونس وغيرها من الدول العربية وتوفر لهم وسائل معاملات مالية مناسبة.